أشار مدير المركز الكاثوليكي للاعلام" الاب عبدو ابو كسم، ممثلاً بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال مشاركته في مؤتمر "المنظمة العالمية لحوار الأديان والحضارات – الاونيسكو" العالمي الخامس عشر، الى ان "الأديان السماوية، كلها تدعو بشكل او بآخر الى التمثل بصفات الله، فالمسيحية تدعو الى عيش المحبة، والعمل في سبيل السلام، والاسلام هو دين الرحمة، واليهودية تدعو الى مخافة الله واعتبارها دعوة سامية، والحضارات كلها سواء كانت اسلامية او مسيحية، تسعى لتؤمن الخير لشعوبها وتنميتها وتطورها، على المستويات كافة، وان الجنوح عن الدين والمغالات في التقوقع يؤدي حتما الى التطرف واستعداء الآخر تحت راية الدين، وما يحصل في الدول العربية حول الثورات فيها الى أصوليات متطرفة، تقتل وتذبح وتهجر وتكفر باسم الدين، وان حضارة الكنيسة هي حضارة المحبة والتضحية وبناء ثقافة السلام، ورفض كل أشكال التطرف والتعصب والعنف، وما نراه من حروب على الساحة العربية، تحت عناوين الثورات لهو دمار للامة العربية بأسرها، فالفتنة السنية- الشيعية، بدأت تنتقل من بلد الى آخر، وتضرب هنا وهناك".

وأضاف ابو كسم: "ان موجة التطرف والعنف، التي تضرب المنطقة العربية، طالت كل مكونات المجتمع، وأصبحت تهدد النهضة العربية، ومن اجل مواجهة كل ما يحدث، من دمار وخراب وقتل وتشريد وتهجير العمل على بناء ثقافة الحوار والتواصل بين كل مكونات المجتمع العربي والمجتمع الشرق أوسطي، والمسيحيون جزء من هذا المجتمع وقلقون على حضارة عربية، بنوها مع المسلمين منذ 1400 سنة، هي حضارة المحبة والتواصل واحترام الآخر في معتقده وفكره وعاداته وتقاليده، لهذا نحن قلقون على هذه الحضارة، وليس فقط على الوجود المسيحي، في هذا الشرق".

بدوره، رأى مطران جبل لبنان لطائفة السريان الارثوذكس ​جورج صليبا​، ممثلاً بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس مار افرام الثاني، اننا "نمر في مرحلة، من أقسى المراحل خطورة في العالم كله، وما يقوم به هؤلاء الارهابيون المجرمون القتلة، سوف يرتد عليهم سلبا، وأحب ان اسال ما هي الحكمة من رفض الآخر، من أفراد وجماعات ودول، ان "داعش" واخواتها، فئة ضالة ومجرمة ومنحرفة، وهم ادوات ينفذون رغبات اشخاص، غسل عقولهم ووجودهم وكل هذه المكونات الارهابية قتلت المسلم السني والشيعي والايزيدي والآشوري والسرياني والكلداني وأهل الصائبة، ولم نراهم يقتلون يهوديا او صهيونيا، ولقد كشفوا عن غايتهم وأهدافهم ونياتهم السيئة، هم أعداء الله والأديان والانسان، في كل مكان وزمان".

من جهته، اعتبر رئيس محكمة بيروت السنية سابقا الشيخ يحيى الرافعي، ان "المطلوب لمواجهة موجة التكفيريين والارهابيين، هو العودة الى الوسطية في العقيدة، بدون إفراط ولا تفريط والوسطية في توحيد الله بأسمائه وصفاته والوسطية في مجال التكفير، ودون ذلك يعني ظهور جماعات الخوارج والفئات الضالة والمضللة، التي نصبت نفسها وأخذت تعيث في الارض فسادا وقتلا وتدميرا، وتكفر حسب رأيها وتفكيرها، مخالفة بذلك كل الاسس الانسانية والمبادىء والقيم الاسلامية السمحاء".